"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن" - تشي جيفارا

الجمعة، 26 أغسطس 2011

ولانه قلب........



أكتب إليكم مره اخرى قد تكون الاخيره فالكتابه بالنسبه إلى شخص مثلي هي منتهى الحريه والملاذ الاخير ...........أكتب إليكم لأروي ولأزيح بعضا مما في قلبي ..... نعم .. قلبي الممتلئ بالحقد والحزن معا وفي ان واحد !!!.......... قلبي الذي ربما يكون مريضا ولكنه معذور أيضا ربما لانه احتمل الكثير من الغبن والظلم وربما بسبب منع الدواء عنه عمدا وقسرا .....قلبي الذي لم يعرف طعم السعاده منذ فتره فكلمه السعاده بالنسبه إليه غريبه ربما لم يتدرب عليها في فصول الدراسه وربما لم تدخل قاموسه الكبير فالسعاده بالنسبه إليه يجدها أو يتصورها في راحته الابديه أعني في موته ربما لم يذق السعاده حتى عندما كان صغيرا .........كانت الاتهامات تنهال من حوله كأنه فاسق خرج عن مله الأباء والاجداد كان هذا القلب بمثابه البالون الذي كان يمتلئ بشتى أنواع الإهانه والألم على مر السنين ......كان قلبنا العزيز يسير ذات مره فإذا به يسمع كلمه الحب نعم .......شئ من هذا ......وينظر حوله فإذا به يرى حاله من الرومانسيه المفرطه بين اثنين ....لم يعرف معنى الحب هل هو شئ يؤكل أو يٌرى أو يشعر به ..........ولأنه قلب فبطبيعته كان حساسا .....كان الحب في نظر مجتمعه البائس هو المرادف القذر للعهر والفجور................حاول أن يمارس الحب .......ولكن بلا فائده ..هل تظن ان قلب يستطيع ممارسه الحب؟؟
ولأنه قلب ........فقد قابل مجموعه من الخطوط المنسابه من حوله كانت ذات رائحه نفاذه .......ولانه قلب فقد شعر بشئ جميل .....حتى الجمال مازال يتحسس معناه .........فقد كان قلبا بالفطره مجردا من أي مشاعر أو أحاسيس 
سمع القلب صوتا من حوله يقول أنا المشاعر الفياضه .......انا الاحساس الدافئ......لم يكن يعرف ماذا يقول وماذا يفعل ولانه قلب فإن شأنه شأن أي قلب فقد كتم في جوفه هذه المشاعر والاحاسيس .......كان يشعر بقشعريره مفرطه كأنها شحنه من الكهرباء دبت في شريانه التاجي من فرط الحذر والخوف في آن واحد....................يسير هائما على وجهه ....يقترب الليل من الدخول وصديقنا مازال يسير ....أحس بالتعب فأسند رأسه إلى شجره الموز ونام قرابه الساعه ...........
استيقظ القلب ليرى الظلام من حوله يكاد يخنقه حاول الاسترشاد بحاسته ولكنه لم يستطع ....وفجأه إنزاحت غيمه سوداء ليرى وجه صار أحب الوجوه الى قلبه .........لم يعرف أسمه....ظل مبتسما إليه كلما شاهده فناداه من أنت ؟؟ قال أن من حير العشاق وأذل الأحباب ....أنا القمر ....كان القمر عباره عن وجه ملائكي تفوح منه رائحه الزنبق المشهور ...ذو شعر كثيف ناعم وعيون تسحر الالباب
......فسأله القلب عن كلمات لم يعرف معناها عن حب لم يذقه.......عن وجه لم يرى بهذا الجمال من قبل.........ولانه قلب فقد صار الهوى قريبا منه فإذا به يصطدم بحمامه بيضاء ذات ريش ذهبي .........فتعجب منها ...وسألها من انتي؟؟ قالت أنا الهوى...نقرتي تصيب الاحبه والعشاق ...فأحذر فإني لئيمه .....ونقرته نقرة واختفت فجأه.....ظل قلبنا الصغير ينظر كل يوم الى القمر يحاول الاقتراب منه ولكنه لم يستطع .....فتاورى القمر بعد ثلاث ليال من العشق المتبادل.....ظل ينتظر....ينتظر...بدون فائده....ولانه قلب فقد أحس بالخزي والاهانه.....أحس بالخزي من نفسه بسبب جبنه وضعفه .....وبالاهانه من أن أحدا لم يقدره......ولانه قلب فقد صبر وتحمل وتذكر كلام الحمامه ذات الريش الذهبي عن نقرتها وفهم الان لماذا يحرم مجتمعه الحب ....فقد كانوا يقصدون انه حرام على صاحبه ان يحب ويعشق.... ولانه قلب مثل جميع القلوب فقد مرض وتهادى على فراش المنيه فإذا به وهو على مشارف الموت يسمع 
مناديا من السماء ينشد قائلا...................

ألا يا قلب التعيس تقدما
          وخذا مكانك وسط القلوب ولا تحزنا
تطلب الحب وقد كان ما كان
       فهل بطلب الحب يشقى الإنسان 
إذا كان الحب حرام كما تقولون
      فلما خلقنا الانسان وهو أحل بالحرمان
تطلب الهوى يا قلب ولم تجده
   فهل تراه عيب فينا أم نعيب على الزمان ؟
تريد العشق احيانا ...وتطلب الرحمه حينا
                  فأثبت يا قلب وناجي الرحمن
ما الحب إلا زائفه وما الهوى إلا بزائل 
        حتى انت يا قلب أصبحت من الأوهام  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق