"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن" - تشي جيفارا

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

الرسالة الاخيرة

كنت قد توقفت عن الكتابة منذ فترة طويلة.. لا أتذكر ما السبب أو ما الأشياء التي دفعتني لذلك.. قد أكون كاذباً في قولي أو في تصوري للأشياء، مثل تلك المرات التي أخبرتك فيها بأني أحُبك، وأنا بالفعل أريد أن أحبك أكثرر من ذلك.
تمر الليالي الخِماص علينا كنساء مُترملات مُتشحات بالسواد.. حُزانى في بُحور الحياة، لا تسيرنا سوى أقدارنا، بإفتراض أن ايمانك يبلغ مُنتهاه بالقدر، وبإفتراض أن إيماني بكِ هو قدري المحتوم لا أكثر.
ولكن هذه ليست رسالة للتغزل في أوصافك.. ليس لأسرد الكلمات والكثير منهن حول تلك الجاذبية التي تُهيلي بها نفسك عن قصد أو عن غير قصد. كحلقة مضيئة حول المسيح.. أنتِ ليستِ المسيح، أنتِ كما أنتِ تلك النشوى المُتجردة بأفعالها وذاتها ولن يُنازعها في الأمر إلا خائب.
ولكني أبلغ من الغرور ما يكفي لأكتب عن ذاتي هذه المرة، فأنت تعلمين جيداً بأنه لم يخلق إلا واحد هو كاتب هذه الرسالة، ولو كان الأمر بيده حقاً لفعل ذلك وأكثر، ولكن الحياة لا تُعطي إلا بقدر ما تأخذ منا أضعافاً مضاعفة.. لا أقصد بالحديث ذلك التفرد الزائل أو تلك المواهب التي أمتلكها، مثل قدرتي على إقناع أي شخص في أقل من خمس دقائق.. خمس دقائق فقط كافية للإقناع بأن من يلتقم لسان الأرنب فسوف يدخل الجنة! حتى هذه الموهبة تقف عاجزة، حائرة، نكراء أمام شخصين من المفترض أنهما من باقي شخصيات الرواية التي نكتبها أنا وأنتِ سوياً.. تصوري؟!
والسؤال يا عزيزتي هل تنوي أن تُغلقي تلك الرواية الأن؟ عند هذا الفصل السرمدي؟ أن تقطعي كل هذه المسافة، وأن تحرقي كل هذه المشاعر، وفجأة تقتصين كل شيئ وتُغلقي باب القصيدة؟ لتلتقطي غليونك وتحاولين التفكير في اللاشيئ وأنتِ تهامين بنظرك في جمال سقف منزلك.
أنا ما زلت أؤمن بأنك لا تعرفي الكثير عني، ما زلت لا تعرفي مثلاً بأن الجاثم فوق تلك الأريكة والمنتهي من إشعال سيجارة أثارت رائحتها أنفاسك فأمتعضتي.. وتلوعتي.. وصحتي بصوت أنثوي (أغلق عليك فاهك واتقِ الله)، ما زلت لا تعرفي بأن حُبي للحياة يُضارع كُرهي لها، وبأني حاولت الإنتحار مرتين فيما ما مضى، مرة عن طريق القفز وأنا أصارع خوفي من المُرتفعات، ومرة أخرى عن طريق تناول شريط كامل من الحبوب وأنا أقاوم كرهي للأدوية.
بأنك مثلاً لا تدري بأني الأن أواجه أسوء أعماق سوادي بمفردي كما مضى، أحارب هذا اللعين الجاثم فوق صدري بمفردي، أقضي الليل بمفردي، أتابع بعض الأخبار والقليل من الموسيقى بمفردي، وبأن حاجتي للكتابة متأصلة كما مضى وبمفردي أيضاً، وبأن حديثي إليكِ سيقتصر على بضع كلمات، لم أنتوى بهم دغدغة عواطفك أو أستثارة عواصف شفقتك، أو أن أصبو لشيئ ما يجول بخاطرك، فأنتِ لا تعرفيني حق المعرفة.
أنا قوي بما فيه الكفاية لأواجه كل شيئ بمفردي، لأزيح هذا الحزن بمفردي، نعم أرى تلك الأعين المُرتابة، وأكاد أصف دقات أنفاسك المتلاحقة ولسان حالك يتحدث في خشوع (وماذا عني)؟
دعيني قبل أن تنتهي مُعلقة الجاهلية، قبل أن تفرغ مداد كلماتي فأظل حبيساً بين الحاء والباء، دعيني أطرح عليك سؤال وحاولي الإجابة عنه حتى لو اضطررتي للتذلل لإله السماء والأرض
(إذا سبقتك سُلحفاة بعشر يارادات، ومن ثم بدأت أنتِ بالركض.. هل تستطيعي اللحاق بتلك السلحفاة والفوز عليها، مع العلم بأن تلك السُلحفاة تسبقك بياردة كاملة في كل مرة تخطو فيها قدميكي الصغيرتين؟!)
 هو الحب كذبتنا الصادقة كما قال محمود درويش، وكما أؤمن دوماً بأن الحب هو عاصفتنا اللا اختيارية، من الذي كان يعتقد بأن ذلك سيحدث، وبأن تلك الأحاديث الجانبية قد سبرت أغواري، وبأن تلك التلقائية التي تتعاملين بها مع عوام الناس ليست جاذبة كرقصة عربدة تؤديها (صوفيا لورن)
" أنت تدركين كم أهيم بتلك المرأة ولا أجد غضاضة أن أثير حنقك بالتحدث عنها، بل وأن أذهب إليكِ جاثياً لأطلب منك السماح لي برقصة معها"

ما الذي حدث وها هو المداد قد أوشك على النفاذ؟!
فبعد أن ألهب الحُب حياتنا، بأن ظنناه شمعة ستنير طريقنا قبل أن نستفيق على حريق سببه، بعد أن أعتقدنا كما يعتقد الشيطان بأنه كل شيئ، وبأن الوصول إلى الفردوس يتطلب الإبحار في تعاليم محاربك.
الأن فقط أيقنا كم جال البصر وخفق الفؤاد، أنتِ مُرتابة وحزينة وتائهة ولا تعلمي أأيهما أقرب حياة الغدِ أم لقاء قريب مُنتظر؟ ستُسيرك تلك الظنون حتى إنقضاء العمر وأنتِ كشابة مفتونة بأنوثتها الكاملة.
أما أنا فلا يسعني سوى الكذب عليكِ أكثر فأكثر، لا يسعني سوى إستباق ضربات عشقك بالمزيد من اللامبالة وابتسامة بلهاء وأنتِ تخبريني عن أشياء لا منطقية.. أنتِ في الأساس لا منطقية.. مجنونة.. متراقصة كسنبلة في ليالي "أيار" الحزين.. تدعين العشق والعشق قد أصابك في مقتل مثلما يصيب السهم منتصف الهدف، أرفعي عنك نجوم السماء وحماقتها.
فقد يبدوا حديثي عبثياً وبأني استرسل في حديث لا منطقي.. منذ متى وأنا لست هكذا؟ منذ متى؟
دعينا نمارس الكذب وأنتهي من كتابة 15 فصلاً هم عُمر روايتنا الجميلة، بلا قيود أو ضغوط.. بلا مسئوليات أو تكلفة، دعي النشوة تجرفك حيث سهل المنحدر وأعلمي بأن الحُب فقط هو كذبتنا الصادقة.
.....................................................................................................................
اجابة سؤال السُلحفاة اللعين:
أنتِ لا تسطيعي اللحاق بها، ولكنك بالتأكيد ستهددين عرش صدراتها، ستحاولين ولكنك ستفشلين، وستجلسين بعد 20 عاماً أمام المدفأة تخزلين من صوف أحزانك صدرية وأنت تتذكرين هذه المأساة.

  • إذا وصلتلك هذه الرسالة فأرجو ألا تبادري بالإتصال إلا إذا كنت تريدي بحق هذا الإتصال، لقد انتظرتك طويلاً فلا تتعجلي.. فذنب النفاق أسوء من ألم الإنتظار!
تابع القراءة ....

تابع القراءة ....

تابع القراءة ....

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

انتِ

ﻗﻠﺒﻲ ﻛﺠﻠﻤﻮﺩ ﺻﺨﺮ ﻟﻢ ﻳﺤﻄﻪ ﺍلسيل ﺑﻌﺪ ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺷﺮﺍﻳﻨﻪ ﺍﻟﺘﺎﺟﻲ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺄﻥ ﺃﻋﻴﺪ ﺍلنظر ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﺳﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت!
ﺣﺴﻨﺎً .. ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡِ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺒﺢ ﻳﺴﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺫﻟﻚ .. يتنفس ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺩﻭﻥﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻳﺪُ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.. ﻳﺄﻛﻞ ﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ يفتقد ﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺬﻭﻕ .. ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ لكي ﺗُﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ﺃﻗﺪﺍﺭﻧﺎ ﺍﻟﺤﻤﻘﺎﺀ، ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻧﻨﺒﺶ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﺎﺭك ﻭﺍﻫﻴﺔ، ﻫﻨﺎ ﻗُﺘﻠﻨﺎ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺟﻤﺎﺟﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍء ﻫﻨﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻴﺤﺪﺛﻨﻲ ﻋﻦ ﺑﻴﺘه ﺍﻟﻜﻮﺧﻲ ﻭﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎة ﺍﻟﺸﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺭﺳﺖ ﺍﻟﺤﺐ معه ﺧﻠﺴﺔ فقط ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺭﺟﻼً ﻓﻲ ﺫﻝ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻴﺎﻧﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ لنا ﺳﻮﻯ ﻧﺎﻗﺔ ﻭﺟﻤﻞ ﺗﻢ ﺫﺑﺤﻬﻢ ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ .. ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻷﻣﻞ .. ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﺑﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻝ.. ﻭﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻹﻃﻌﺎﻡ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ .. ﻣﻌﺎﺭﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﺋﺴﺔ ﻭﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻧﻔﺸﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ قد ﺗﻨﻘﺬﻧﺎ من ﺣﻤﻖ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ! ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮﻱ يا ﻣﺎﺭﺟﺮﻳﺖ ﻛﻴﻒ ﻧﺒﺴﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎه ﻋﻨﺪﻣﺎ نطقت ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺃﺣﺮف ﺃﻓﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺃولها "ﻧﻮن" ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ  ﺍﻟﻤﺘﻤﻨﻌﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍئبة ﻛﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭ " ﺷﻴﻦ" ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ في أﺿﻠﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﺰﻋﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩﺓ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ، و "ﻭﺍﻭ " ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ وﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎت ﻣﻨﺜﻮﺭﺓ ﻓﻮق ﻃﺎﻭﻟﺘﻲ حيث ﺃﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻭﺗﺒﺎﺩﻻﻧﺎ ﻋﻨﺎﻗﺎً ﻏﺠﺮﻳﺎً ﻃﺮﺣﻨﺎ ﺃﺭﺿﺎً ﻗﺒﻞ ﺃن ﺗﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل، ﻭﺭﺍﺑﻌﻬﻢ " ﻳﺎء " ﺑﺪﻭن ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ﻛﺰﻫﺮة ﻣﻦ اﻷﻭﺭﻛﻴﺪ ﺃﺑﺎﺩﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻋﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ
وﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎء قبل ﺃﻥ ﺗﺪﺍﻋﺒﻨﻲ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﻣُﺴﺠﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍلجبين. ﺃﻧﺖِ "ﻧﺸﻮﻯ " ﺍﻟﻘﻤﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻭﻟﻬﻴﺐ ﻟﻢ ﻳﺰﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﺇﻻ ﺍﺣﺘﺮﺍﻗﺎً، ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺇن ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻳﺪك ﻟﻢ ﺗﻜﺪ ﺗﺮﺍﻫا. ﺍﻟﻤُﺘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﺒﻬﺎ ..
ﻭﺍلمزيد
تابع القراءة ....

تابع القراءة ....

تابع القراءة ....

السبت، 5 سبتمبر 2015

العشق

ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ ﻣﺎﺭﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺘﺰﻋﺘﻬﺎ ﻧﺸﻮة ﻫﺎﺭﺑﺔ .. ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺸﻖ؟! ﺣﺴﻨﺎً ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺍﺓ .. ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﺼﻲ ﺃﻧﻔﺎسك، 
ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻮ ﺍﺗﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎء ﺍﻷﻭﻝ .. ﺃﻥ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻃﻌﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻠﻲ ﺇﻟﺘﻘﻤﺘﻬﺎ بعد ﻗﻀﻤﺔ ﻃﺎﺋﺸﺔ ﻣﻨﻚ.. ﺃﻥ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻀﻲ ﺍلحنين مضاجعي .. ﺃﻥ ﻳﺴﻴﺮﻧﻲ ﺍﻟﻌُﻤﺮ ﻓﺠﺄﺓ
ﻷﺻﻄﺪﻡ ﺑﻚ ﻛﻘﻄﺎﺭ ﺑﺨﺎﺭﻱ .. ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻋﺸﻘﻚ ﺑﻼ ﺃﻱ ﻣﻘﺪمات!
ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﻫﻤﺴﺎً ﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭبينك . ﺃﻥ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺣﺮﻭﻓﻚ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﺎﻱ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻗﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .. ﺩﻋﻴﻨﻲﺃﺧﺒﺮﻙ ﻣﺜﻼً ﻛﻴﻒ ﻛﻨﺘﻲ ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻤﻲﺍﻷﺧﻴﺮ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﻧﺘﺰﻋﺖ
ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺿﻠﻌﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻙ ﻟﻜﻲ ﺍبني ﻋﺸﺎً ﺃﻣﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻤُﺒﺎﺡ، ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺎﺟﺄﺗﻴﻨﻲ ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﺍﻟﻤُﺘﻠﻬﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ارتعش ﺟﺴﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ اللمسة ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺸﻖ؟!
ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﻣﺎ بين ﺃﻫﺪﺍﺏ ﻋﻴﻨﻲ ﻭعينك.. ﻋﻴﻨﺎﻙ ﻋﺼﻔﻮﺭﺗﺎﻥ ﺗﻄﻴﺮﺍﻥ ﺑﻴﻦ ﺟﺪﺍﺭ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺸﻤﺘﻴﻪ ﻭبين ﺟﺪﺍﺭ ﻓﺆﺍﺩﻱ ﺍلذي ﻣﺘﻠﻜﺘﻴﻪ .. ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻣﺔ فوق ﻣﻴﺎﻫﻚ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ .. ﻳﺄﺧﺬ ﻗﻴﻠﻮﻟﺔً ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﺷﻔﺘﻴﻜﻲ ﺣﻴﻨﺎً.. ﻭﻳﺮﺗﺎح ﺣﻴﻨﺎً ﺃﺧﺮ ﻓﻮﻕ ﺧﻴﻮﻁ ﺷﻌﺮﻙ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ .. ﺗﻘﺼﻴﻦ عليه ﻣﺜﻼ ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻏﻔﺎﺋﺔ ﻭﺗﻼﺻﻖ ﺟﺴﺪين.
ﺇﻧﻲ ﺃﺣﺒﻚ ﺃﻗﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﺰ ﻭﺍﻟﺤﺮف، ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﻗﻮﻟﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻟﻤﺮﺓ فوق ﺷﻔﺘﻴﻜﻲ ﺍﻟﻤﻬﺬﺑتين 

28 فبراير 2015
تابع القراءة ....

تابع القراءة ....

تابع القراءة ....

كتابات سوداء.. الجزء الأول

على الهامش..
الليالي المظلمة كشرفات العمر المنهارة.. تلك الحواف المكشوطة.. المُبعثرة.. القاتمة.. المضيئة في عتماتها.. أنها تمر ببطء شديد.. ببطء قد يثقل تلك الأنفاس التي يحصيها زبانية النظام.. أما أنتِ فكما أنتِ دوماً قيثارة رومانية أوتارها متشابهة لناظرها... مختلفة عندما يتم العزف عليها.. أني أعشقك حد الموت!

….

ما الذي تريدينه أيتها المرأة مرة أخرى؟ لقد انقطعت رسالئنا وسط محاولات المُرتجلة والفاشلة للكتابة.. وها أنا وقد تمرست في عبث لا حدود له.. محاولات شتى للهروب ليس ممن أراد أن نصمت للأبد.. ليس من ثُعبان ما زالت مخالبه تجثم على أنفاسي.. أني أختنق كل يوم ألف مرة.. مرة من ألم الهروب.. ومرتين من تكرار نفس السؤال "لماذا".. وثلاث مرات تتبعها غفوة من واقع لم أعد أعاصره.. نحن حمقى في مضاجعنا تُسيرنا شهواتنا وملذاتنا وعشق قد أدمى نعوشاً عندما نلقاه.

لقد تعودت الإستلقاء على ظهري عند بادرة كل أزمة.. أن لا أفكر في الأمر كثيراً.. أن أشعل السيجارة تلو السيجارة على أمل الإختناق قبل اللقاء.. على أمل قد فقدته منذ أسبوعين.. عندما نعتوني بابن العاهرة!
ما الذي فعلته حتى يُفعل بي هكذا؟
لا تدري ما الذي فعلته "يجيب شيطاني أدمز"
قد يكون من الأفضل التظاهر بالبلاهة في ظل هذه الأجواء.

في الصباح لا تشرق الشمس عادة من قريتنا الصغيرة.. لا يصيح الديك ليعلن على رؤوس الأشهاد أن يوماً من القمع قد تفتحت معالمه البشعة والمتكررة.. لا جديد فوق هذه الأرض التي أسموهاً كذباً "الكنانة".. فحتى أنا أمارس لعبة الحياة منذ ما يزيد عن عشرين عاماً.. ما الذي تغير؟ لا شيئ!
ما زال صوت الجدة مختمراً في ذهني وهي تُلقي بتعويذة لأبي قبل الرحيل.. ما زال صوت أمي كما هو صياح مُتكرر ومناجاة من أجل الدراسة.
أوراق منثورة.. ووعود طليقة في الهواء.. كل شيئ كما هو تحت أضواء قريتنا المقموعة.

ولأني تعودت دوماً أن لا أسأل إطلاقاً عما لا يروق لي.. إلا أن شيطاني "أدمز" قد ألحت عليه مسائل كثيرة.. مثل هل يصيح السُكارى سُكارى لمجرد أنهم قد أسرفوا في الشراب أم لأن الحكومة أسرفت في رفع تكاليف النبيذ المُعتق؟

يحزنني واقع لا أجيد قراءته.. فأنا لم أتعلم أبجدية النظام.. لم أستسغها يوماً.. وبدلاً من محاولات الهروب إلى الخيال أفضل أن أنغمس أكثر في واقع لم أبتغيه!
في مدارسنا تعلمنا أن طاعة ولي الأمر من طاعة الله ورسوله، وأن من صفعك على خدك الأيمن فأعطي له ظهرك يغتصبك.. تعلمنا مرادفات الوقوف على أطرافنا الصغيرة.. الإنحناء.. الإستجداء.. التبعية.. التطبيع.. محاربة الإرهاب، ولأننا كُنا صغاراً يا عزيزتي بعقول هشة لم يلوثها سوى نشاز الأغاني الوطنية فلم يكن يعنينا ذلك.. لم نحاول مثلا معرفة ما هو الأجدى التمرس في حب المرأة أكثر فأكثر أم الإستجداء في حب وطن هكذا أسموه ولقنوه وكُنا لهم صاغرون.

في الصباح يا عزيزتي لن تشرق الشمس فوق معسكرات الإعتقال، لأن سارية العلم قد أعلنت وعلى لسان الناطق العسكري  أن شموس المجرة مؤامرة كونية، لا تتعجلي يا صغيرتي فالوقت لم يحن بعد لعقد المشانق.. وحدها فقط أسلاك الكهرباء العارية كفيلة بكل شيئ.
عزيزتي التي لن أذكرها خوفاً من ضياع أحرفها في مجمل النثر.. أكتب إليكي هذه المرة بأيدي مرتشعة.. لم تعهديها من قبل.. بقلب واهن قد أمتطى صهوة شجاعته فيما مضى.. أقول فيما مضى أم اليوم فأفكاري مشوشة كتلك الأحرف الرثة التي أمزجها الأن.. أعلم أنكِ تنتظري أحرف ذهبية.. تتغزل في المرأة الأنثى.. ولكنها الحرب.. إنها تحفر خنادق عميقة في قلبك لا يعود بإمكانك ردمها أبداً، أنت فقط تضع جسراً فوقها وتعبرها كأنها ليست خنادقك.. أنها تأكلنا بشراهة كل يوم وتحصرنا في زوايا العيش الضيقة لهذا نُجرب أن نعيش وكأننا نركض.. في الحرب لا يمكنكِ أن تجزمي بشيء فأنتِ بالتأكيد لا تشبهين  المرأة التي كانت قبل الحرب، الحرب تجعل منا كائنات هشة تجاه الحب والموت وتبقى الكتابة وحدها القشة الأخيرة التي أمسكها حتى لا أغرق وأنجرف مع سيول الحرب التي غيرت كل الملامح الواضحة للحياة.

فيراير 2015 
تابع القراءة ....

تابع القراءة ....

تابع القراءة ....