"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن" - تشي جيفارا

الاثنين، 1 أغسطس 2011

العلمانيه..............نظره في العمق !!!!!!!!!!





مقدمه 






تقدم دائره المعارف البريطانيه  تعريف العلمانية بكونها: "حركة اجتماعية تتجه نحو الاهتمام بالشؤون الأرضية بدلاً من الاهتمام بالشؤون الآخروية. وهي تعتبر جزءًا من النزعة الإنسانية التي سادت منذ  عصر النهضه الداعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به بدلاً من إفراط الاهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل في الله واليوم الاخر. وقد كانت الإنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضهأحد أبرز منطلقاتها، فبدلاً من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاه في الحياة الآخرة، سعت العلمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية"
وأول من ابتدع إلى مصطلح علمانية هو الكاتب البريطاني جورج هوليوك عام 1851   "لا يمكن أن تفهم العلمانية بأنها ضد المسيحيه هي فقط مستقلة عنها؛ ولا تقوم بفرض مبادئها وقيودها على من لا يود أن يلتزم بها. المعرفة العلمانية تهتم بهذه الحياة، وتسعى للتطور والرفاه في هذه الحياة، وتختبر نتائجها في هذه الحياة"..............




                        


إن العلمانيه في حد ذاتها لم تكن بديلا عن الدين بصفه عامه ولكنها تهدف في الواقع الى فرض المزيد من التحرر والبعد عن القيود والممارسات العنصريه التي تستخدم بإسم الدين .....قد تشمل هذه الممارسات إقصاء من المناصب السياسيه في الدوله وإنتهاء الى التفضيل في الوظائف العامه أو الخاصه على أسس دينيه بحته ............











قد نتفهم دعوات التكفير التي تنال العلمانيين سواء من الاخوان او السلفيين او حتى من أعضاء الجماعه الاسلاميه ......... ولكني لم أكتب هذا المقال من أجل الدفاع عن العلمانيه ..... فالعلمانيه أكبر وأشمل من أن ادافع عنها بمجرد كلمات .........




يمكن القول أن العلمانية ليست أيديولوجيا أو عقيدة بقدر ما هي طريقة للحكم، ترفض وضع الدين أو سواه كمرجع رئيسي للحياة السياسية والقانونية، وتتجه إلى الاهتمام بالأمور الحياتية للبشر بدلاً من الأمور الأخروية، أي الأمور المادية الملموسة بدلاً من الأمور الغيبية.


فكما أسهمت الاديان السماويه الثلاثه الاسلام والمسيحيه واليهوديه في اثراء الحضارات الانسانيه التي مرت على تاريخ الانسان فإن ذلك لم يكن بمعزل عن التحرر الفكري وما صاحبه من تحرر  للعقل البشري من موروثات الماضي ........


ولعل أكبر دليل على ذلك عندما تحرر نيوتن من قبضه الكنيسه واثبت أن الارض تدور حول الشمس وليس العكس كما كانت تروج لها الكنيسه في ذلك الوقت مما أدى الى إتهامه بالهرطقه ..... وبعد مضي مايزيد عن 200 عام أثبت العلم أن نيوتن كان على حق وأن الكنيسه كانت تغرق في وحل من الخرافات .........


واذا نظرنا الى الجانب الاسلامي فكثير من علماء المسلمين سواء أكانو في العصر الاموي أو العباسي إتهموا بالهرطقه نتيجه  التحرر العقلي من قيود رجال الدين في عصر كان يشوبه الكثير من النزعه الدينيه المتطرفه والامثله كثيره ابن رشد, الجاحظ,أبو العلاء      المعري,  الفارابي   ولمتابعه المزيد اضغط على هذا الرابط 


ولعل أهم مقوله يمكن الاستناد اليها في تعريف شامل ودقيق لكل جوانب العلمانيه هو مقوله   
                                                   
الفيلسوف الانكليزي جون لوك "من أجل الوصول إلى دين صحيح، ينبغي على الدولة أن تتسامح مع جميع أشكال الاعتقاد دينيًا أو فكريًا أو اجتماعيًا، ويجب أن تنشغل في الإدارة العملية وحكم المجتمع فقط، لا أن تنهك نفسها في فرض هذا الاعتقاد ومنع ذلك التصرف. يجب أن تكون الدولة منفصلة عن الكنيسة، وألا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر. هكذا يكون العصر هو عصر العقل، ولأول مرة في التاريخ البشري سيكون الناس أحرارًا، وبالتالي قادرين على إدراك الحقيقة


إن سلطه رجال الدين يمكن استخدامها في جوانب  غير تلك الجوانب التي خلق من أجلها الدين ..... فتبعا لما يمليه ضمير رجل الدين فقد يأخذ الدين الى منحنى اخر مثل ما حدث في هذا الاستفتاء ....حيث وصفه احد كبار شيوخ السلفييه بأنه غزوه الصناديق ......... عندما قال كارل ماركس أن الدين هو افيون الشعوب فإنه كان يقصد أن الدين  قد يستخدم لمحو عقول البشر ويجعلهم مخدرين ويحولهم من مجرد مجموعه من البشر ذوي عقول الى مجرد تابعين لهذا الشيخ او ذاك الكاهن................


إن العلمانيه تجعل الدوله ذات سلطه مطلقه بعيدا عن اي ضغوط خارجيه قد تؤثر على أي صناعه للقرار السياسي ..... فالعلمانيه يمكن تقسيمها الى نوعين علمانيه راديكاليه كالعلمانيه المطبقه في فرنسا أو .... علمانيه لبراليه كالمطبقه في اغلب الدول الاوربيه ....إن مفهوم العلمانيه المطبقه في فرنسا يتعارض أساسا مع مبادئا الليبراليه التي تنادي بالحريه واحترام كافه حقوق المواطن من حريه الضمير والاعتقاد الى حريه المسكن ....فمفهوم اللبراليه أعمق وأشمل من مفهوم العلماني.....الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا. ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات   ........




نماذج لأنواع العلمانيه المطبقه في بعض دول العالم


هناك بعض الدول تنصّ دساتيرها صراحة على هويتها العلمانية مثل الولايات المتحده وفرنسا وكوريا الجنوبيه والهند وكندا . بعض الدول الأخرى، لم تذكر العلمانية في دساتيرها ولكنها لم تحدد دينًا للدولة، وتنصّ قوانينها على المساواة بين جميع المواطنين وعدم تفضيل أحد الأديان والسماح بحرية ممارسة المعتقد والشرائع الدينية، وإجراء تغيير في الدين بما فيه الالحاد أو استحداث أديان جديدة بما يشكل صونًا لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية، وهي بالتالي تعتبر دولاً علمانية. هناك الشريحة الثالثة من الدول وتنصّ دساتيرها على دين الدوله معيّن كمصر وموناكو واليونان غير أن دساتيرها تحوي المبادئ العلمانية العامة، كالمساواة بين جميع مواطنيها وكفالة الحريات العامة، مع تقييد لهذه الحريات، يختلف حسب الدول ذاتها. في مالطا وهي دولة تتخذ المسيحيه الكاثوليكيه دينًا لها يعتبر الاجهاض محرمًا بقوة القانون، وذلك مراعاة للعقائد الكاثوليكية، ومع ذلك فإن نسب تقييد الحريات العامة في مالطا هو أقل بكثير مما هو عليه في دول أخرى كمصر حيث تعتبرالشريعه الاسلاميه مصدرًا رئيسيًا من مصادر التشريع ما أدى إلى قيود حول تغيير الدين أو بناء دور عبادة غير إسلاميهإلى جانب تشريع تعدد الزوجات وغيرها من القضايا المرتبطة بقانون الاحوال الشخصيه .








لا يزال النقاش يدور في الدولة المصنفة علمانيًا حول مدى الالتزام بفصل الدين عن الدولة؛ ففي فرنسا جدول العطلات الرسميه مقتبس بأغلبه من الاعياد الكاثوليكيه  وكذلك تقدم الدولة من أموال دافعي الضرائب تمويلاً للمدارس الدينيةأما في الهند وهي أيضًا دولة تنصّ على العلمانية الكاملة، تقدّم الدولة سنويًا إعاناتللحجاج المسلمين وصل في عام 2007 إلى 47454  روبيه عن كل حاج هندي. أما دستور استراليا وهي دولة علمانية رغم عدم ورود العبارة صراحة، يذكر في المادة السادسة عشر بعد المئة، على عدم تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة، ومع ذلك فإن الدستور ذاته يبدأ بعبارة " بتواضع، نعتمد على نعمة الله المتعالي"(بالانجليزيه: Humble reliance on the blessing of Almighty God)، وسوى ذلك فإن الحكومة الأسترالية تدعم الصلاة المسيحية في المدارس الحكومية وتمول المدارس الدينية التي تعدّ القساوسه الجدد وكذلك رجال الدين. الحال كذلك في سويسراوفي الولايات المتحده الامريكيه ، وإن بدرجات متفاوتة لا تشمل في جميع الظروف تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة فهي من المبادئ المشتركة بين جميع الدول المصنفة كعلمانية.





على أرض الواقع يعلن كثير من العلمانيين (العرب باللأخص) أنهم يؤمنون بالدين ولكن بشكل تجديدي عصري، متطور متحرك. فيتحول الخلاف الرئيس بين المؤيدين والمعارضين للعلمانية (اللادينية) إلى اختلاف حول طبيعة الانسان ما بين الثبات والتغير؛ وموقف الشريعة من ذلك ما بين الجمود والمرونة. فيرى العلمانيون أن الإنسان كائن متغير ومن ثم ينبغي أن تكون الأحكام التي تنظم حياته متغيرة، فلا تصلح له شريعة جوهرها الثبات. وأن هذا يعني الحجر على الإنسان والحكم عليه بالجمود الأبدي.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق