"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن" - تشي جيفارا

الاثنين، 16 أبريل 2012

انا وبائع الترمس


يصير  من المستحيل الانتقال من حاله اللاوعي الى حاله الوعي في غمضه عين .. هكذا قال الطبيب وهو يشيح بوجه عني ... كم مضى من عمري وقد اصبحت كهلا وان لم يبيض شعري .. عقارب الساعه تشير الى مرور نصف ساعه من عمري وانا اهذي بكلمات غير مفهومه .. احيانا تختلج النفس بالكثير من الاشياء اللامنطقيه التي احاول ان اجعلها اكثر جدليه .. لعل وعسى ان نصل الى نصف الحقيقه .. لا داعي لقراءه او حتى لكتابه هذا السطر .. فجميعنا ادمنّا لغه الركل على المؤخره ولم تعد للافواه قيمه ولم يعد للاقلام قدسيه .. هكذا انهى افلاطون درسه الاول وتقدم للطريق ليوقف سائق الاجره ليساله هل الدائري يقود للجنه ام ان للجنه طرقا اخرى ...؟؟؟
احيانا تؤدي العقول الى الجنان او الجنون كليهما ممتع فللاول لذه حسيه وللثاني نشوه معنويه .. جميعنا في الدنيا غرباء الا انا .. فانا لم ادعي يوما اني نبي ولم املك اكسير الحياه لاسقيكم منه .. ولكني املك قلم قد اكتب به بجوار نابيلون تاره لاساله من خانه في معركه واترلو ....؟؟ او حتى لاسأل ادم لماذا كان قاسيا مع حواء وهل هو ابو البشر ام ان الامر التبس عليه  .. واحيانا اتجول بين اعاصير  ذهني لاسال موسى هل اخطأ عندما تمرد على فرعون واقحم نفسه في معضله مقاومه السلطات .. واحيان التفت الى يعقوب لاراه حائر البال شارد الذهن فأعاتبه على تفضيله ليوسف على اخوته .. انه كان من الخاطئين ....!!!
لا ازال انتقل بين عالم الوعي واللاوعي ...!!!
ابصرت عيسى يمشي .. ليس على الماء كما يزعمون ولكن على رصيف الشارع ارتاع الرجال لامري في بادئ الامر وكاد ان يعطيني بعض النفحات او المعجزات كما يظن هو او دراويشه .. شكرته فلا داعي للاحراج ... سألته عن الكهنوت ورجال الكنيسه وسلطاتهم .. حاصرته في مساله الهيكل .. الححت عليه في مساله الصلب ويهوذا الاسخريوطي .. ناقشته في مزاعم تلويث الدين المسيحي بالاساطير الاغريقيه والديانت المصريه القديمه .. لم يجب الرجل على معظم اسئلتي واستأذن عن موعد له بين تلاميذه ليعلمهم بعض الحيل السحريه .. قابلت الكثير والكثير البعض يدعي انه نبي وحوله مجموعه من الافاقين مجتمعين .....!!!! 
قابلت النبي محمد لاساله عن اصل الدين وما يثار ضده .. افرغت ما في قلبي لاسأله كحبات مطر منهمر على ارض جرداء صخريه .. فلا الارض ابتعلت الماء لترتوي ولا السحب الممطره توقفت ..!!
تمشيت لا ادري اين انا .. رايت الجنه من على يميني والنار من على يساري يفصل بينهم بائع للترمس احدب ذو انف عقوفه يقولون انه احد الملائكه المحالون للمعاش هكذا عرفت من البطاقه المعلقه على صدره كم سخرت من اصحاب المعاشات في الدنيا لارى الان ملك في ارذل العمر .. انها التراجيديا في ابشع صورها .......!!!!
انا الان اقف امام الجنه والنار والملاك بائع الترمس .. الجميع على مسافه متساويه ..... !!!
صعب جداا الاختيار فللجنه لذه كما يقول المتدينون وللنار شهوتها كما يقو اللادينيون .... !!!
اخيرا حزمت قراري ورفعت بنطالي اشعلت سيجارتي من نيران جهنم وقطفت تفاحتي  من شجر الجنه واتجهت نحو بائع الترمس لاطلب منه السماح والمغفره ونص جنيه ترمس .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق