"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن" - تشي جيفارا

الخميس، 28 يونيو 2012

خــــواطـــر اتــحــاديـــه


تصاعدت روحي الى السماء خطوه تسبق خطوه .. في ليله ممطره سرمديه بارده في دفئها فلم افارقها ولم تعرفني .. انتزعت اهاتي المكبوته لأصيح ولكن بلا جدوى فتلك انفس متقطعه وهذه تأوهات بلا معاني .. نظرت الى جسدي كروح هائمه في ملكوت هائم هو الاخر لم يعرف كيف يدير شؤون ذاته ... جسدي مسجى وبه عده طعنات جميعها من الخلف .. يبدوا انها كانت قاتله نوعا ما .. تسلقت روحي الى السماء .. تفتح ابوابها الباب تلو الاخر لا شئ يعترضي سوى بعض النباح .. اوقفني احد الملائكه الجالسين بجوار احد الابواب وطلب مني ابراز هويتي ... فهذا هو الباب الاخير الى جنه الخلد وعذاب اليم ... ليس معي سوي هويه رجل زائف وقلب مدمى ... هكذا صحت في وجه ... اذا فلتعد ادراجك الى دنياك هكذا قال لي .. ولتصنع هويتك .. ولا تنسى ان تجددها مرتين في العام ..  انبثق من امامي دهليز من اقصى الشرق انزلقت فيه كما تنزلق المياه من اعالي المنحدرات .. رايت العمر يمر من امامي كذكريات اليمه .. هنا ولدت وهنا تعلمت المشي وهنا تعرفت على الدين كأوراق نصيه وايمان مصتنع ... عزيزي لا تقلق ولا تحزن فتلك خواطر اتحاديه بكسر التاء وابدالها بلام يصبح كل شئ بان ... هكذا صاح الشيطان في اذني ... رايت رجل يرتدي زيا كهنوتيا وقد تمدد في خشوع امام شئ يشبه الاصنام ليتمم ببعض التعاويذ .. واخر ممن قصر ثوبه وطالت ذقنه جالس يصيح هنا وهنا ... هكذا هم رجال الدين كما عرفناهم ... ما زلت انزلق ليمر العمر تباعا كأنه اوراق شجر الخريف تتناثر من حولي ... كُلاً سيمسك بصحيفه اعماله وليس بصفيحه الزبده  ... هكذا الفرق بين جزار يسعى وراعي يأكل واندلسي يسير ... لم اعد اعرف اين انا في منتصف طريق لا عوده منه ام ان الزمن قد توقف وتطابقت عقارب ساعته ... سار بي الزمن متأرجحاً تميل كفتيه على احدهما فتنال الاخرى بقدر ما تاخذ الاولى ... هكذا انا كما لم اكن من قبل انكرت ذاتي وضميري مازال حي ينبض ... اهملت نفسي وطمست هويتي ... اغلقت باب غرفتي ... انتزعت قلمي كسكين بارد ... ها أنا اكتب ... لاشئ سيمنعني لا شئ سيوقني ... لا موت منتظر ولا بعث مرتقب ... جميعنا في الكذب اخوة وفي الخيانة اصدقاء وفي الحب اشقياء ... اما العالم فيظل كما هو مجرد انسان نعيش في كنفه ... هو حضن الأم المنتهى ... هو نهديها الذي نلتقمه ... تعبيرات مهوله تحيط بنا ... حدثوني عن اخلاقكم احدثكم عن انفسكم ... لا تدّعوا الصدق فليس من الاخلاق الكذب ولا تدّعوا الصداقه والخيانه تسري في دمائكم ... ولا تقيموا الصلاوات في دياركم لتروني ايمانكم الزائف ... ربما اصبت بالجنون فلم اشفى منه ... هكذا انا اكتب مصابا بالخيبة والاحباط ... يحيطني الليل كرداء اسود يلتف حول عنقي ... لم يخنقني كما تظنون ولم يقتلني كما تعتقدون ... لا سر في جسدي أمام الليل ... للحياه اقول انتظريني حتى تجف الثماله في قدحي ... عربيد انا كما لم تعرفوني من قبل ......

 انا وكأسي وما لنا من ثالث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق