"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن" - تشي جيفارا

الجمعة، 22 مارس 2013

فأنكحوا ما طاب لكم من النساء



كنت قد إنقطعت عن الكتابة منذ ما يزيد عن 8 أشهر، لم أدري حينها أني سأعود ولكنها المأساة و المعاناة كما يقولون.

يؤمن أكثرية الرجال بأن من حقهم ممارسة هوايتهم المفضلة في الحب .. الزواج .. الجماع .. أنى شاءوا وكيفما أرادوا، ولما لا فكما أحل الشرع تعدد الزوجات، وما ملكت أيمانهم فإنهم لن و لم يجدوا غضاضة في ذلك، لا العرف يمنع ذلك و لا حتى تقاليد المجتمع البائس، ولن يقف الدين أمامهم بل سيتحول الى مجرد سيف ودرع لإرضاء نزواتهم الرخيصة.

كيف سينظر هؤلاء الرجال إلى أنفسهم وهم يرون حباً قد ألقى إلى جانب الطريق، حب وعشقا سواء أثمر عن أبناء أم استمر تؤججه لهيب المشاعر ودفئها، كيف يدعون أنهم بعد أرذل العمر أن القلب قد أتقد فجأة بالحب والهيام لإمرأة أخرى، وبأن الوقت قد حان لكي يصححوا مسار حياتهم.

وما ذنب تلك المرأة تلك الزوجة البائسة وهي ترى زوجها وقد أخذه التفكير بإمرأة أخرى، كيف ستحضضنه وتقبله وهي ترى أن هذا الحضن أو هاتان الشفتان قد أصبحتا لإمرأة أخرى، ليس سوى أنه وجد ما ينقصه.
كيف ستتذكر كلماته العذبة ولهيب مشاعره وهي تدرك أنها قد خدعت فيمن أحبت، كيف ستأمن هذه المرأة لمثل هذا الرجل العائد من حضن إمرأة الى حضن لن يجد ولن ينوله، كيف سيقف هذا الزوج البائس أمام أطفاله وهم يرون أبيهم وهو الخائن لأمهم ؟، كيف سيتعاملون مع من يعتبرونه قدوتهم ؟.

ألم يفكر الرجل ولو قليلا وهو يلقي بكلمات عشقه الزائف المكررة لهذه المرأة أن هذه الكلمات قد قيلت منذ ما يزيد عن عشرين عاما لزوجته، ألم يتردد على أذنيه حينها إسم زوجته، ألم تمر أمام عينه ولو لبرهة صورتها وهي تنتظر عودته للبيت بصبر ممزوجاً بإشتياق ولوعة.
ألم يدري أنها خيانة لمن دفئت فراشه في الليالي الباردة، فيمن حملت في رحمها بذرة عشقهم في ليالي الخميس، ألم يعلم بأن الخيانة ليست فقط خيانة الجسد بل خيانة المشاعر التي بمجرد زواجه من تلك المرأة قد أصبحت ملكها هي فقط، ألم يتذكر كلمات زوجته في الأيام الخوالي و هي تعده أنها ستقف أمام أهلها من أجله وبأنه لن يلمسها رجلا غيره، و ها هو الأن يقرر و بلا منازع أنه سيختار بقية عمره مع من يدعي بأنه أحب.

قد يبرر الرجل فعلته الحمقاء بأن من حقه الزواج مثنى و ثلاث و رباع كما قال الدين، و لا يستطيع أن  يبرر مدى لوعة الزوجة الأولى و حرقة قلبها، سوى بأنها لا تتمنى له الخير في فجاجة قبيحة، هل يستطيع تحديد نسبة قهرها وهوانها على الناس ؟.
وتمر الليالي و هي تنظر إلى حضن قد فارقها، إلى رجل لم يرضي سوى نزواته الفجة، ستمر الليالي مسرعةً و سيبقى في الحلق غصة سوداء لن يطفئها لا الماء ولا الهواء و لا حتى موساه الأحباب.

ألم يدري الرجل السائر خلف عضوه أن الآية التي نزلت بالسماح لتعدد الزوجات، أنها نزلت في مجتمع يعج حينها بعلاقات جنسية لم يدرى لها أول من أخر، من زنا للمحارم إلى جواري يطأن بأناء الليل و أطراف النهار.
تتنوع مبررات الرجل لمثل هذه العلاقات المشوهة، فالبعض يعتبرها تنفيس لعضوهم الذكري، و البعض الاخر يبرر ذلك بأن زوجته لم تعد تهتم به، وأنها تحولت لمجرد مربية أو خادمة في البيت، وهو بذلك يحول المرأة من مجرد إنسانة إلى حيوان له الحق المطلق في جماعها متى وكيفما شاء.
البعض ايضا من ذو العيون الزائغة تلهبه المرأة المتأنقة في ملبسها، تلك المرأة التي ترتدي ما طاب لها من الملابس ما يرفضه ان ترديته زوجته القابعة في بيتها، وهو بذلك يعاني من أزمة الكبت و الحرمان فما يطبقه على زوجته من تحفظ على ملبسها وطريقة كلامها وخروجها ودخولها من البيت وعلاقاتها مع محيطها الخارجي، كل هذا قد أصبح مجرد سراب أمام هذه المرأة التي وجد فيها ما قد حرمه هو على زوجته.

عزيزي الرجل البائس الباحث عن شهوة بين فخذي إمرأة، الزواج ليس فقط الجماع، أو البحث عن إمرأة لعوب ترضي طموحك المحطم، الزواج هو علاقة إنسانية كاملة المعالم و الأوصاف، هو الحب، هو الصدق، هو كيفية المحافظة على مشاعر الأخر، هو أن تتحول زوجتك إلى ابنتك التي تخاف عليها، إلى أمك التي ترتمي في أحضانها، إلى عشيقتك في ليالي الخميس، هو الحياة تكمل دورتها.


ستظل المرأة تعاني حتى تنتزع حقوقها في رجال من الحور في جنات الخلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق